هل تعيش علاقة سامة.. مع ذاتك؟

هل تعيش علاقة سامة.. مع ذاتك؟

هل سبق أن شعرت أنك عالق في دائرة من الانتقادات الداخلية؟ تشعر بالذنب على أبسط الأمور؟ تتنازل باستمرار باسم الواجب وعمل الخير؟

غالبا ما نسمع عن « العلاقات السامة » ونربطها بالآخر، لكن الحقيقة أن أول علاقة تحتاج منا وعيا بها هي علاقتنا مع الذات

كم مرة بحثنا عن الأمان في كلمات الآخرين؟ في نظراتهم؟ في قبولهم لنا؟ كم مرة توهمنا أن الحب والسلام يكمنان خارجا؟ بينما الحقيقة أن كل ما نبحث عنه هناك، موجود هنا، في أعماق ذات أهملناها طويلا

حين نفقد الاتصال بذواتنا، يتشتت تركيزنا نحو الخارج. نحاول التشبث بعلاقات خارجية، بخيارات لا تشبهنا.ندخل قوالب حددها لنا المجتمع. فنتوه عن ذواتنا ونحن نرتب حياة لا تمثلنا.

في الواقع، نحن دائما في علاقة مع الذات، لكنها قد تكون علاقة سامة. عندما تبنى على اللوم والعتاب، على التدمير والمقارنة والاحتقار. عندما نختار الاستمرار بأفكار متوارثة، بمشاعر منخفضة. وصورة مشوهة عن حقيقتنا. نكون في علاقة سامة مع ذاتنا. عندما نصبح نحن مصدر الألم لها، عندما لا نختار التغيير، ونرضى بدلا عنه بالاستسلام لما يحدث من حولنا والاختباء خلف قناع الضحية. حين نهمش احتياجاتنا، ونقلل من قيمتها لتصبح آخر اهتمامنا. وحين نتجاهل الإشارات، نتجاهل رسائل الألم، وصوت القلب الذي يدعونا في كل مرة: عد إلى داخلك، تذكر حقيقتك

لكننا لا نعود. بل نعاتب ذاتنا على الضعف والتعب. نحبطها لأنها عكس رغباتنا، أو عكس ما يريده الآخرون. نحطمها بحوارنا القاسي معها، وبسلوكياتنا ضدها.. نسقيها سما بدل الحب

فعندما نضخم صورة كل شيء حولنا، ونصغر قيمتنا حتى تكاد تختفي. نسمح بتجاوز الحدود التي لم نرسمها يوما. نصمت عن انتهاك قيمنا ومساحتنا الخاصة، نكتم اعتراضنا، فقط من أجل إرضاء الآخرين، ولن يرضوا، لأنه على حساب ذاتنا. ثم ندعي القوة ونحن على وشك الانهيار. كل هذا لأننا فقدنا العلاقة الأهم: علاقتنا بالذات.

التحرر يبدأ حين نقرر إصلاح اتصالنا بها. حين نؤمن بوجودنا، وبأننا نستحق الأولوية. حين نتوقف للحظة ونسأل بصدق: ماذا أريد اليوم حقيقة؟ بعيدا عن الصح والخطأ، وبعيدا عن كل نظرة خارجية. يبدأ الأمان حين نعيد كل شيء خارجي لحجمه، ونعيد للذات قيمتها وللروح صوتها. عندما نحبها حبا غير مشروط. فكيفما كانت، أنا في حب معها، أنا أقدرها وأحميها. لأن العلاقة مع الذات هي الجذر وهي الأصل. بإصلاحها، يصلح كل شيء آخر

cigarettes-621346_1280

لكن ماذا عن العلاقات السامة مع الآخرين؟ كيف نميزها؟ كيف نعرف أننا عالقون في واحدة منها؟ وكيف نتجاوزها؟
هذا ما تكشفه المدربة العالمية مريم العازم بعمق وبخطوات عملية في دورة العلاقات السامة

إلى أن نلتقي في مقال مقبل، كونوا في حب ونور

فريق التحرير- أكاديمية النور مريم العازم

No Comments

Post A Comment