هي علاقة بالتأكيد ، لكنّها سامّة

هي علاقة بالتأكيد ، لكنّها سامّة

الأساس في أي علاقة كيفما كان نوعها ( أبوة ، زواج ، صداقة ، أخوة ، علاقة عمل …) أن تكون صحية ،

يعطي فيها كل شخص الآخر حرية التعبير عن رأيه، ويساند كل منهما الآخر في اتخاذ القرارات ويدعم بعضهما البعض ، دون لوم أو إشعار بالذنب أو التقصير، أيضا إعطاء المساحة في هذا النوع من  العلاقات أمر مهم مع الاحترام المتبادل والحرية والأريحية دون الإحساس بالتحكم والسيطرة 

ويمكن القول أن العلاقة الصحية هي تلك التي يستطيع الشخص فيها أن يكون على طبيعته دون خوف أو قلق. 

عكس ما يمكن وصفه بـ »العلاقات السامّة »،  التي يشعر فيها أحد الطرفين أو كلاهما بالتهديد المستمر وعدم الأمان، حيث يميل أحدهما أو كلاهما إلى التملك والسيطرة والأنانية بشكل مباشر أو غير مباشر

pexels-shkrabaanthony-7579179

في العلاقة السامة ، هناك الضحية وهناك الشخصية السامة « المؤذية » التي  من صفاتها  أنها حقودة ومنافقة ومخادعة، معسولة الكلام ذات فضول، لا تكل ولا تمل، وتحرص على الاستمرار في استنزاف طاقة الآخرين

عكس الضحية التي  ينتابها ضيق في النفس وإحساس مؤلم في جسدها ورغبة شديدة في التحدث مع أحد مقرب جدا إليها تثق فيه، لتفرغ هذا الإحساس « بالتسمم المعنوي » الذي يؤثر سلبا على سلوكها، ويقودها إلى  الإحباط وعدم الإنجاز ، تستعمل الشخصية السامة  جملا غير صادقة محشوة بالكذب والادعاءات التي تؤكد سلبيتها ، وحرصها  على هزّ ثقة الضحية  والانتقاص من قدرها ، والهدف تدمير إنجازاتها وعدم احترام قدراتها، والتقليل من شأنها أينما تواجدت . 

أيضا من علامات العلاقة السامة ، التحكّم ،  وهو الإصرار الشديد من أحد الطرفين على السيطرة  بالعلاقة وبالطرف الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر ، حيث تظهر السيطرة أيضا من خلال الانفعال الزائد كالعصبية الشديدة ، أو الحزن الشديد فيما يخص الانتقاد أو النقاش في مواضيع العلاقة، وهذا الطبع بشكل متكرر يدفع الطرف الآخر لعدم إبداء آرائه ووجهات نظره فيما يخص العلاقة، تجنبا لردة الفعل القاسية من الطرف الآخر

توليد الشعور بالذنب لدى الطرف الآخر، وهذا شائع جدًا في العلاقات بين الأهل والأبناء، حيث قد يستغل الأهل شعور الأبناء بالذنب ، والتقصير لتحقيق أوامرهم ، والأخذ بآرائهم ، والسيطرة عليهم تحت مسميات كثيرة طاعة الوالدين ، وبندول التربية ، والسمع والطاعة ، ويعيش الأبناء مع  الآباء هذا الترهيب والتأنيب الذي يتحكم فيهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة

التخلي التام عن مسؤولية اتخاذ قرارات أو حتى المشاركة في اتخاذ أي قرار، وفي هذا تحميل للمسؤولية ، ووضعها بشكل كامل على عاتق الطرف الآخر، مما يولد لديه الشعور بالقلق المستمر، والحاجة إلى التخلي عن هذه المسؤولية. ولا شك أن العلاقات التي تتضمن إيذاءا جسديا ولفظيا هي بالتأكيد علاقات سامة . 

 

كيف تعرف أنك في علاقة سامة؟

العلاقة السامة، هي عندما تقدّم أكثر مما تأخذ، وتشعر بأنك مستغَل ، تشعر باستمرار بعدم احترام الطرف الآخر لك، وعدم الاستجابة لمطالبك ، تشعر بتدني الثقة بالنفس داخل العلاقة ، تشعر بأنك « غير متفهَّم من الآخر »، وغير مدعوم أو تشعر بالتهديد بشكل مستمر، أيضا تشعر بانعدام الطاقة أو الغضب الشديد بشكل متكرر عند التواجد أو الحديث مع الطرف الآخر

لا تستطيع أن تأخذ حريتك وراحتك خلال وجودك مع الطرف الآخر، وقد يصبح همّك الأكبر تجنب المشاكل فقط ، تبذل الكثير من الوقت والجهد في محاولة إسعاد الطرف الآخر دون جدوى ، وتشعر بأنك دائما مخطئ ومُلام دون سبب واضح، حتى لو كان الخطأ من الطرف الآخر، وتشعر بنهاية الحوار أن اللوم يقع عليك . 

pexels-vera-arsic-304265-984949

هي علاقة بين شخصين ، كيفما كان نوع هذه العلاقة ، لكن للأسف هي سامّة ، تمنع الطرف المتضرر من استشعار الأمان في هذه التجرية الأرضية ، الحضور و التجذر من أجل الغوص في الاعماق ، و السماح للشغف بالظهور و تحقيق الرسالة ، هي علاقة سامة لكن أغلب الضحايا يبقى فيها للأبد ، فما هي الأسباب التي تمنع الضحايا من إنهاء العلاقة ؟ 

جواب هذا السؤال سيكون موضوع المقال الثاني من سلسلة مقالات العلاقات السامة 

بكل حب ونور 

فريق التحرير اكاديمية النور مريم العازم 

Tags:
9 Comments
  • لعماري نعيمة
    Publié à 22:16h, 30 juillet Répondre

    فعلا استاذتي الغالية. أسوأ احساس ممكن أن تحس به داخل أي علاقة هو أن تحس أنك دائما تبحث على تبريرات لكل ما تقول أو تقوم به، دائما تحس نفسك في موقف دفاع لأن الاخر دائما يبدأ بالهجوم. دائما تحس بعدم الانتماء حتى لو قضيت معه سنوات و سنوات تحس انك لا تعرف عنه شيئا، وكأنك مع شخص غريب. يقتل فيك روح الدعابة و الفكاهة بكثرة ما يظهر أمامك انه رزين و لا يحب الميوعة لأن الضحك و المرح بالنسبة له ميوعة، و هذا فقط مع الضحية اما مع الآخرين فهو يُظهر نفسه بأنه الأكثر مرحا و نشاطا و يحاول أن يُظهر الضحية بأنها نكدية و كتيرة التذمر ووو. بالنسبة لي الحل الوحيد لمثل هذه العلاقة هو التجاهل التام و محاولة البحث عن طريقة للخروج من هذه العلاقة بأقل الأضرار. شكرا استاذتي و مرافقتي و معلمتي على كل المعلومات و كل الجهد الذي تبذلينه لتكوني النور الذي يضيء و ينجلي به الظلام من طريقنا

  • Hanene Aibeche
    Publié à 19:32h, 01 août Répondre

    🙏🙏🙏🙏♥️♥️♥️♥️

  • Fatna
    Publié à 22:49h, 01 août Répondre

    تخجل من نفسك عندما تكتشف انك لم تكن تحيا ولم
    تشعر بالأمان طيلة ربع قرن تحسب نفسك صابرا وانت لم تعرف معنى الصبر تدمر كل أمل ينير لك الطريق تقضي على كل احلامك بغباء كنت تحسب انك مع موسى فوجدت نفسك مع فرعون فشكرا لله لأنني أخيرا نجوت من الطوفان
    شكرا للأستاذة مريم ولها كل الاحترام والتقدير

  • Bouzzan noura
    Publié à 14:16h, 05 août Répondre

    اسوء احساس ممكن تحس به مع الشخصية السامة هي العجز بحيت تريد ان تخرج من تلك العلاقة ولاكن لاتستطيع. كل الحب والتقدير لمعلمتنا

  • بديعة معتصم
    Publié à 15:54h, 05 août Répondre

    بالفعل فالبرغم أننا أدركنا أننا في علاقة سامة و لانستطيع تحملهم إلا أنهم مازالوا في حياتنا بإسم عدم تفهمهم

  • meriem morchid
    Publié à 14:08h, 10 août Répondre

    مقال العلاقات السامة جميل و عميق يفتح مداركنا لنرى بعين الحق نكون وسط اي علاقة لا نفقه و لا نعي لاننا داخل الزوبعة لكن عند اخد مساحة نتمكن من الرؤية الواضحة و بفضل هذا الطريق معكم اكاديمية النور نتمكن من استيعاب و ادراك ما يجري حولنا و داخلنا شكرا لهذه الاكاديمية و مؤسستها معلمتنا مريم العازم و كل القائمين عليها كل الامتنان…. في ما يخص السؤال الأخير الضحية لها جروح تعلق، عدم الاستقلالية، بندولات تضيق و تحجب عنا احتمالات اخرى لا نرى غير الصبر بالمفهوم الايجوتيكي عدم الاتصال بالله نتيجة جروح الضحية كلها تجعل الضحية قابعة في جهنم و تنتظر تغير الطرف الآخر او يقع شيء ما يغير مجرى الجحيم الذي تعيشه الضحية نااسية ان بيدها كل شيء

  • Karima Nassiri
    Publié à 13:33h, 11 août Répondre

    هذا المقال دفعتي للتأمل من جهتين، فقررت أن أخرج من أي علاقة سامة مؤذية والإنفصال عنها، ثم مراقبة تصرفاتي وحواري الداخلي حتى أتشافى من كوني علاقة سامة أنا أيضا في علاقات أخرى. ممتنة لك عزيزتي مريم 💞 حب ونور

  • فتيحة الحسني
    Publié à 16:20h, 20 août Répondre

    ممتنة لكي استادة بالنسبة لي بصفة عامة عن العلاقة السامة سواءا مع العائلة او اي علاقة اخرى ممتنين لهده العلاقات بالرغم من كل المعانات فهي جعلتنا نرجع لدواتنا ونحب انفسنا ونعرف قيمنا الثمينة التي تجهلناها بسبب الظلام الذي كنا فيه والله هده العلاقات بالرغم من انها مؤدية ومؤلمة بفضلها جعلتنا نركز على أنفسنا ونتصل بالنور الداخلي الحمد لله الحمد لله الحمد لله واشهد انك يا مريم قد بلغتي الرسالة واديني الأمانة الله يحفظك استاتدتي ومنارة حياتي

  • Bennis hayat
    Publié à 11:22h, 29 août Répondre

    شكرا لك والف شكر على كل ماتقدمينه من اجل انشاء مجتمع واعي ومتشافي

Poster un commentaire